وَوَاحِدَةٌ
أَدْنَى إلى العَدْلِ فَاقْتَنِعْ *** وإن شِئْتَ فابلغ أربعًا لا تَزِدِ
****
كذلك من الصِّفَاتِ
المرغَّب فيها أَنَّ الإِنْسَانَ يَخْتَارُ الزَّوجة البِكْرَ الَّتي لم تُوطَأْ
من قَبْلُ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم حثَّ على ذلك؛ لما أخبره جَابِرٌ
رضي الله عنه أنَّه تَزَوَّجَ، فقال له: «هَلاَّ بِكْرًا تُلاَعِبُهَا
وَتُلاَعِبُكَ» ([1]).
فينبغي أن يحرص على
الزَّوجة البِكْرِ، ولا مَانِعَ أن يتزوَّج الثَّيِّبَ، ولكن يقدِّم في الأولويَّة
أن تكون بِكْرًا.
هذا في تعدُّد الزَّوجات؛
اللهُ جل وعلا يَقُولُ: ﴿وَإِنۡ
خِفۡتُمۡ أَلَّا تُقۡسِطُواْ فِي ٱلۡيَتَٰمَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ
ٱلنِّسَآءِ مَثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تَعۡدِلُواْ
فَوَٰحِدَةً أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۚ﴾ [النساء: 3]
فالَّذي يأمن أو يأنس من نَفْسِهِ العَدْلَ في النَّفَقَةِ والعَدْلَ في
السُّكْنَى والعَدْلَ في القَسْمِ والعَدْلَ في الكُسْوَةِ؛ بأن يَعْدِلَ بين
نِسَائِهِ في هذه الأمور، لا يُفَضِّلُ وَاحِدَةً على الأُخْرَى في النَّفَقَةِ في
السُّكْنَى، في القَسْمِ والمَبِيتِ، هذا له أن يعدِّد الزَّوجات، إذا كان به
رَغْبَةٌ، يعدِّد إلى أربع.
أمَّا إذا كان ليس
عنده الاِسْتِعْدَادُ لِلعَدْلِ في هذه الأمور، فإنَّه يَقْتَصِرُ على واحدة؛ ﴿فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا
تَعۡدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۚ﴾ فالعَدْلُ
المَطْلُوبُ هو العَدْلُ في هذه الأمور في النَّفَقَةِ، وفي الكُسْوَةِ، وفي
السُّكْنَى، وفي القَسْمِ.
أمَّا العدل في المحبَّة فهذه خَصْلَةٌ لا يَمْلِكُهَا الإنسان؛ فَكَوْنُكَ تُحِبُّ وَاحِدَةً أَكْثَرَ من الأخرى، هذا لا تُلامُ عليه؛ لأنَّ هذا ليس بِيَدِكَ، هذا من عِنْدِ اللهِ عز وجل.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5080)، ومسلم رقم (715).