×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

فيه غَضٌّ للبَصَرِ، وَتَحْصِينٌ لِلفَرْجِ، فيه كَفَالَةٌ للمرأة، وفيه أُنْسٌ للرَّجل مع الزَّوجة؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ [الأعراف: 189]، ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ [الروم: 21] انْظُرْ إلى الرَّجل لو دخل البيت وَحْدَهُ وليس فيه زَوْجَةٌ يعيش معها، ويكون وَحْدَهُ في البيت ماذا تكون حالته؟ تكون حَالَتُهُ بَائِسَةً.

ولو أنَّ البَيْتَ مَمْلُوءٌ من الدَّراهم والملذَّات، وعنده كلُّ ما يطلب لكن ما عنده امْرَأَةٌ ماذا تَكُونُ حَالُهُ؟ تكون حَالُهُ بَئِيسَةً.

أمَّا إذا كان عِنْدَهُ زَوْجَةٌ صَالِحَةٌ ولو لم يكن عنده شَيْءٌ ولو كان فَقِيرًا، ماذا تكون حَالُهُ؟ تكون حَالَتُهُ طُمَأْنِينَةً وَسَكَنًا واسْتِقْرَارًا وَأُنْسًا. هذا من حِكْمَةِ الله سبحانه وتعالى أنَّه جَعَلَ هذه الرَّابطة العظيمة للبشريَّة عُمُومًا، وللمسلمين والمؤمنين خصوصًا؛ سَكَنًا وَاسْتِقْرَارًا.

فاللهُ جل وعلا أَمَرَ بالنِّكاح، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ وَحَثَّ عليه، وَرَغَّبَ فيه؛ لأنَّ في تَرْكِهِ مَفَاسِدَ؛ إذا لم يَحْصُلِ النِّكَاحُ، حَصَلَ الزِّنا واللُّوَاطُ والفساد.

وَلِذَلِكَ كان النِّكاحُ ضَرُورَةً من ضرورات الحياة؛ لا يستغني عنه رَجُلٌ ولا امْرَأَةٌ. ولهذا الَّذين ينفِّرون من الزَّواج ويضعون العراقيل في سبيل الزَّواج هؤلاء أعداء للبشريَّة، يريدون انتشار الفاحشة.

الَّذين يريدون للمرأة أن تكون مُتَبَذِّلَةً ولا تتزوَّج، وأن تعمل في المكاتب وتكون سَفِيرَةً، وتكون وَزِيرَةً، وتكون رَئِيسَةَ دولة، تكون... وتكون، هذا خُرُوجٌ عن الطَّبيعة البشريَّة إلى العكس.


الشرح