×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

    أبَاحَ لنا فِعْلَ النِّكاح وَسَنَّهُ *** لما شَاء فينَا من نَمَاءٍ مُعَوَّدِ

ومذهبُنا استحبابُه وهو وَاجِبٌ *** على خَائِفٍ من مُعَنِّتٍ متوقِّدِ

****

 الفِتْنَةِ يحرِّضون على هذا؛ يحرِّضون على أن تَتَمَرَّدَ المَرْأَةُ، وأن تَخْرُجَ على الآداب، وعلى الأحكام، وأن تتولَّى أعمال الرِّجال، وأن تُخَالِطَ الرِّجال، ولا يَكُونَ بينها فَرْقٌ وبين الرَّجل، واللهُ فَرَّقَ بينهما.

هم يقولون: لا فَرْقَ بين المرأة والرَّجل. فهم يريدون أن يُفْسِدُوا المجتمع بهذه الأفكار الخبيثة، ومن ورائهم أُمَمُ الكفر تَؤُزُّهُم على هذا، وتُشَجِّعُهُم على هذا.

والآن يَعْقِدُونَ مُؤْتَمَرَاتٍ لتحرير المرأة، وتخريب المرأة؛ فالحقيقة ليس هو تَحْرِيرًا، وإنَّمَا تَخْرِيبٌ، يَتَآَمَرُونَ عليها، ويشجِّعُهم بَعْضُ المغرورين من أبناء المسلمين مع الأسف، ويتكلَّمون بلسانهم، وَيروجون أفكارهم، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ بالله.

أباح الله لنا النِّكَاحَ؛ لأنَّه ركَّب فينا الشَّهوة، وهي تحتاج إلى مَصْرِفٍ، واللهُ جل وعلا جَعَلَ لها مَصْرِفًا نَزِيهًا طَيِّبًا.

«ومَذْهبنا استحبَابه، وهُوَ وَاجب» مَذْهَبُنَا يعني الحنابلة؛ أنَّ الزَّوَاجَ مُسْتَحَبٌّ لما فيه من المصالح. هذا إذا لم يَخَفْ على نفسه من الفتنة؛ فهو مُسْتَحَبٌّ.

أمَّا إذا خاف على نفسه من الفتنة إن لم يتزوَّج، فإنَّه يجب عليه؛ ليحصِّن نفسه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5065)، ومسلم رقم (1400).