وخُذْ من نَصِيحٍ
يا أخي نَصِيحَةً *** وكُنْ حازمًا واحْظِرْ بِقَلْبٍ مُؤَيَّدِ
ولاَ تنكحَن إنْ
كُنْتَ شَيْخًا فَتِيَّةً *** تَعِشْ في ضِرَارِ العيش أو تُرَضَّ بالرَّدِ
ولا تنكحنَّ مَنْ
تَسْمُ فوقك رُتْبَةً *** تَكُنْ أبدًا في حكمها في تَنَكُّدِ
****
فالَّذي يخاف على
نفسه من العَنَتِ والوقوع في الزِّنا يجب عليه أن يتزوَّج إذا كان يَقْدِرُ، وإذا
لم يقدر فإنَّه يَصْبِرُ؛ ﴿وَلۡيَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغۡنِيَهُمُ
ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ﴾ [النور: 33].
أراد أن يقدِّم لك
نصائح في الزَّواج، فتنبَّه لها.
من النَّصائِحِ
أَنَّ كَبِيرَ السِّنِّ لا يتزوَّج صَغِيرَةَ السِّنِّ؛ لأنَّه إذا تزوَّج مِنْ
صَغِيرَةِ السِّنِّ، لم يَحْصُلِ المَقْصُودُ؛ فهي لا ترتاح معه، ولا يرتاح معها؛
لعدم التَّناسب بينهما، لا أنَّه يَحْرُمُ كما يقول بعض المغرورين؛ فلا يَحْرُمُ
أن تتزوَّج الشَّابَّةُ من كبير، إذا كان الكبير يستطيع القيام بذلك؛ لأنَّ
النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تزوَّج بعائشة رضي الله عنها، وَعَقَدَ عليها وهي
بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، ودَخَل بها وهي بِنْتُ تسع سنين.
فإذا كان الكَبِيرُ
يَحْصُلُ من زواجه بالصَّغيرة المَقْصُودُ، فهذا لا بَأْسَ به، أمَّا إذا كان يخشى
أنَّه لا يحصل المقصود، وأنَّه ربَّما يضعف عن إشباع رغبتها، وربَّما هي تتبرَّم
منه، فَكَوْنُهُ يتجنَّب هذا من الأوَّل أَحْسَنُ؛ فَزَوَاجُ الكبير من
الصَّغِيرَةِ فيه تَفْصِيلٌ كما ذَكَرْنَا.
كذلك من النَّصائح أنَّك لا تتزوَّج مَن هي أكبر منك رُتْبَةً لأَِنَّهَا ستترفَّع عليك؛ لأنَّها ترى نفسها أعلى رُتْبَةً، وَتُنَكِّدُ عليك؛ فالأحسن أن تتزوَّج من هي أَقَلُّ منك رُتْبَةً، أو من هي مُسَاوِيَةٌ لك.