وهذا لَعَمْرِي
جُمْلَةٌ من اشتراطه الـ *** ـكفاءة إذ فيه كمال التَّودُّدِ
ولا ترغبنَّ في
مَالِهَا وأثَاثِهَا *** إذا كُنْتَ ذا فَقْرٍ تَذِلَّ وَتُضْهَدِ
ولا تَسْكننَّ في
دَارها عندَ أَهْلها *** تَسْمَعْ إذَنْ أَنْوَاعًا من مُعَدَّدِ
****
الفُقَهاء شَرَطوا الكفَاءة
بين الزَّوْجَيْنِ، والكَفَاءَةُ في الدِّين لا بُدَّ منها.
وَكَذلك الكفَاءة في
المَنْصِبِ؛ فلا تَتَزَوَّجْ وَاحِدَةً مَنْصِبُهَا أعلَى من مَنْصِبِكَ؛ فإنَّهَا
ستتكبَّر عَليك، وتتبرَّم منك عندَ أَدْنى شيءٍ، وتَحْتقرك؛ لأنَّهَا ترى أنَّها
أَكْبَرُ منك مَنْصِبًا، وأمَّا الكَفَاءة في النَّسَبِ، فلا تَمْنَعُ الزَّوَاجَ،
لكن يَكُون الخِيَارُ لِمَنْ لَمْ يَرْضَ.
لا تتزوَّج المَرْأة
من أَجْل مَالِهَا؛ لأنَّ ذلك يُطْغِيهَا عليكَ، لا تتزوَّج غنيَّةً أو موظَّفةً
وظيفةً كبيرةً إذَا كانت أَكْبَرَ منكَ في الوَظيفة وأغنَى منكَ في المَال،
فَسَتَتَكَبَّرُ عليك، ويَحْصل من ذلك التَّنْغِيصُ عليك منها.
كذَلكَ لا تتزوَّج
امْرَأَةً لا تسكن معك في البيت، كالَّتي تَكُون في بيت أَهْلها؛ لأنَّك تَصير
ذليلاً عند أهلها، ويملُّون من تردُّدك عَلَيهم. وهَذا فيه رَدٌّ لزَوَاج
المِسْيَار الآنَ.
فالَّذين يقولون
يتزوَّجها ويتركها عند أهلها، هذا لا يحصل به المقصود، هذا إنَّما المَقْصُودُ منه
مُجَرَّدُ الشَّهوة فقط، وَتُهْدَرُ بقيَّة المصالح؛ فلا ينبغي زَوَاجُ
المِسْيَارِ؛ لأنَّه لا يَحْصُلُ به مَقَاصِدُ الزَّواج، ولا يتسلَّم الزَّوْجُ
زَوْجَتَهُ.
وإنَّمَا يأتي إليها لقضاء الشَّهوة الزَّوجيَّة فقط، وليس له عليها سلطان،