×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وتعليم ما قد سَنَّهُ خير مُرْسَلٍ *** وسائر عِلْمٍ في الشَّريعة مُسْعِدِ

****

 الأشياء والحقوق، وعلم الحساب عِلْمٌ عَظِيمٌ، ويحتاجه الفرضيُّ لِقَسْمِ قسمة المواريث، ويحتاجه التَّاجر. ويُحْتَاجُ للعبادات أيضًا.

لا بدَّ من تعليم العلم. لا يجوز للأمَّة أن يتركوا التَّعليم، تَعْلِيمَ أمور الشَّرع، ولا حتَّى تعليم أمور الصِّناعات والحِرَفِ والمِهَنِ الَّتي يحتاجون إليها.

لا بدَّ للنَّاس من العلم الدِّينيِّ والدُّنيويِّ؛ فلو تَرَكُوا التَّعليم وأغلقوا المدارس وأغلقوا الجامعات ومنعوا الجلوس في المساجد وقالوا: لا حَاجَةَ إلى التَّعليم، مثل ما يقال الآن: النَّاس مسلمون ليسوا بحاجة إلى تعليم العقيدة والحديث والفقه. هذه دِعَايَةُ أهل الباطل الآن.

ومنهم من يقول: إنَّ المناهج لا تُجْعَلُ للعلوم الدِّينيَّة والفقه والتَّوحيد، إنَّما تجعل للأمور الدُّنيويَّة؛ تعليم الصِّناعة، وتعليم الهندسة، وتعليم الحِرَفِ، أمَّا الدِّينُ فالنَّاسُ مسلمون لا يحتاجون إلى تعليم الدِّين، كُلٌّ يعرف دينه بدون تَعَلُّمٍ. هذه دِعَايَةُ أهل الباطل الآن، وهذا هَدْمٌ للإسلام.

فلا بُدَّ من التَّعليم، وأوَّل التَّعليم هو تعليم الدِّين، وأوَّل تعليم الدِّين تعليم العقيدة الَّتي هي الأساس، وذلك بمعرفة الشِّرك والبِدَعِ؛ ليتجنَّبها، ويجنِّب المسلمين إيَّاها، ويحذِّرَهم منها.

لا بُدَّ من هذا، لا حياة للمسلمين إلاَّ بالعلم الشَّرعيِّ، وَتَعْلِيمُهُ فَرْضٌ، لكنَّه فَرْضُ كِفَايَةٍ؛ إذا وُجِدَ من يقوم به، بَقِيَ في حَقِّ الباقين سُنَّةً - وهو من أفضل العبادات - وإذا لم يُوجَدْ، فإنَّه يأثم الجميع؛ لأنَّ


الشرح