×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

كذلك علوم مفردات اللُّغة، وهذا له كتب المعاجم والقواميس؛ مثل: القاموس المحيط، مثل: لسان العرب. هذه تسمَّى كتب اللُّغة؛ بمعنى أنَّها تبحث في الكلمات العربيَّة، وتعبيرات العرب، وألفاظ العرب.

عِلْمُ البلاغة يبحث في الأساليب والتَّشبيه والمجاز والاستعارة، والكلام الوجيز والكلام المطوَّل. هذه مِهْنَةُ البَلاغِيِّ.

وكذلك علم البيان والبديع؛ لا بدَّ أَنَّ طَالِبَ العلم يكون عنده إِلْمَامٌ بهذه الأمور، وإلاَّ فهو لا يكون طَالِبَ عِلْمٍ، ولا يعرف كيف معاني الكلمات إلاَّ إذا دَرَسَ هذه الفنون.

ولذلك تعلُّم اللُّغة العربيَّة بجميع فنونها أَمْرٌ وَاجِبٌ؛ لأنَّه لا يمكن فَهْمُ كتاب الله وسنَّة رسوله إلاَّ بهذا.

ولكن النَّاس الآن أعرضوا عن اللُّغة العربيَّة إلاَّ من شاء الله؛ لأنَّهَا صَعْبَةٌ. نعم هي صَعْبَةٌ، لكنَّها مُفِيدَةٌ، ولا يمكن لطالب العلم أن يفهم الأحكام الشَّرعيَّة وَيَفْهَمَ معاني القرآن والسُّنَّة إلاَّ بِتَعَلُّمِ اللُّغة العربيَّة بجميع فنونها.

فالعلم يحتاج إلى عِنَايَةٍ، ويحتاج إلى وَقْتٍ، ويحتاج إلى مدرِّسين أَكْفَاءَ، ويحتاج إلى طَلَبَةٍ يصبرون على التَّعَبِ والمَشَقَّةِ.

ولذلك تجدون المقرَّرات في المدارس والمعاهد والكلِّيَّات، تجدونها فيها هذه الفنون، ما قُرِّرَتْ عَبَثًا، ما قرِّرَتْ إلاَّ لأَغْرَاضٍ صَحِيحَةٍ، والعِلْمُ بَعْضُهُ يَخْدُمُ بعضًا؛ لا تكون فَقِيهًا بدون علم النَّحو، ما تكون نَحْوِيًّا بدون علم الفقه.


الشرح