×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

عليك بتقوى الله في كلِّ حَالَةٍ *** تَحُزْ قَصَبَاتِ السَّبْقِ في اليوم مع غَدِ

****

وكذلك تَعَلُّمُ قراءات القرآن؛ لأنَّ القِراءَاتِ فيها فَوَائِدُ عَظِيمَةٌ. القراءات السَّبْعُ والقراءات العَشْرُ بَعْضُهَا يُفَسِّرُ بَعْضًا.

المسلمون بِحَاجَةٍ إلى الطِّبِّ؛ فيفتحون مدارس للطِّبِّ، يتعلَّمون الطِّبَّ، وأصبح الطِّبُّ ضَرُورَةً الآَنَ بِحَيْثُ لا يحتاجون إلى الكفَّار وإلى أعدائهم؛ فالَّذي يَحْتَسِبُ ويدرس الطِّبَّ يُؤْجَرُ في هذا، إذا درسه من أجل أن يَخْدِمَ المسلمين، ويُغْنِي المسلمين عن الكفَّار.

والنَّاسُ مَوَاهِبُ، منهم من يتوجَّه إلى العلوم الشَّرعيَّة، مَوْهِبَتُهُ كذا، ومنهم من يتوجَّه إلى العلوم العربيَّة.

اللهُ وزَّع المواهب لمصالح النَّاس؛ منهم مَنْ مَوْهِبَتُهُ أن يتعلَّم الطِّبَّ، منهم من موهبته في تعلُّم الصِّناعة والهندسة، منهم من مَوْهِبَتُهُ في الجُنْدِيَّةِ والعسكريَّة والأمور العسكريَّة.

فَتَعَلُّمُ هذه الأمور حَسَبَ مواهب النَّاس، والله قَسَّمَ المواهب لأَجْلِ مصالح العباد. ما جَعَلَهُمْ كلَّهم على مَوْهِبَةٍ وَاحِدَةٍ، بل جَعَلَهُمْ مَوَاهِبَ، من أجل أن تتكامل المصالح بحيث يوجد طَبِيبٌ، ويوجد عَالِمٌ شَرْعِيٌّ، ويوجد عَالِمٌ لُغَوِيٌّ، ويوجد مُهَنْدِسٌ؛ لأنَّ مَصَالِحَ العباد لا تَقُومُ إلاَّ بهذا.

ولمَّا ذَكَرَ هذه التَّقسيمات العظيمة المفيدة لتعلُّم العلم، أَوْصَاكَ بِتَقْوَى الله عز وجل لأنَّ العِلْمَ لا يُنَالُ إلاَّ بتقوى الله. قال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ [البقرة: 282]، والله جل وعلا يَقُولُ: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ


الشرح