ونُصْح جَمِيعِ
المُسلِمِينَ أمِيرهُم *** ومَأمُورهُم فاقْبَلْ وَصيَّة مُرشِدِ
****
أجْلِ أنْ يُمدَح ومِن أجْلِ أنْ يَتكسَّبَ بِه،
ويَأخُذَ الأجْرَ على قِراءَتِه، يَتَّخِذُه حِرفةً، يتَعلَّمُه من أجْلِ أنْ
يتَّخِذَه رُقيَةً يَرقِي النَّاسَ بِه ويَأخُذ أجْرَةً على ذلك، هذَا ما نَصَحَ
لكِتَابِ اللهِ عز وجل، بَل اتَّخذَه حِرفةً وأرَادَ الدُّنيا بعَمَلِ الآخِرَة،
نسْأَلُ اللهَ العافِيَةَ، فهَذا من الغشِّ لكِتَابِ اللهِ.
وكَذا «النُّصحُ
لأحْمَدَ» وهُو محَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وذلك باعْتِقَاد أنَّه رسُولُ اللهِ
حقًّا، تنْطِقُ وتشْهَدُ أنَّه رسُولُ اللهِ وتعْتَقِد بقَلْبِكَ أنَّه رسُولُ
اللهِ وتُطيعُه وتتَّبِعُه وتُحبُّه أكْثَرَ من مَحبَّتِك لنَفْسِك وأوْلاَدِك،
والنَّاس أجْمَعِينَ، هذَا مِن النُّصْح لرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأنْ
تُقدِّمَ قَولَه على قَوْل كلِّ أحَدٍ، أمَّا أنَّك تُقدِّم قوْلَ فُلانٍ وعِلاَّن
على قَوْل الرَّسُول، هذَا من الغشِّ لرسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: والنُّصْح
لأئِمَّة المُسلِمينَ - وهُم وُلاةُ الأمُورِ - بالسَّمْع والطَّاعَة بالمَعرُوفِ،
والدُّعَاء لهُم بالإصْلاَحِ والهِدَايَة، والقِيَام بالعَمَلِ الَّذِي يكلِّفُونَك
بِه، تَقومُ بِه على الوَجْهِ المطْلُوبِ، أيُّ عمَلٍ تتوَلاَّهُ، يجِبُ علَيْكَ
القِيَامُ بِه على الوَجْه المَطلُوبِ، هذا منَ النُّصْح لوُلاَةِ أمُورِ
المُسلِمينَ؛ لأنَّهُم ائتَمَنُوكَ على هذا الشَّيْءِ، وأسْنَدُوهُ إلَيْكَ،
والنُّصْحُ لعَامَّةِ المُسلِمِينَ بالصِّدقِ والوَفاءِ، في المُعامَلاَتِ لا
تغشَّ لا تخْدَعْ لا تَخُن المُسلمِينَ لا تَضرَّ المُسْلِمَ.
فَاقْبَل «وَصِيَّة
مُرشدِ» وهُو الرُّسولُ صلى الله عليه وسلم، فهُو الَّذِي أوْصَى بهَذَا فقَالَ: «الدِّينُ
النَّصِيحَةُ»، قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِلهِ
وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ».