×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وخَيرُ مَقامٍ قُمتَ فِيه وحِليَة *** تَحلَّيتَهَا ذِكرُ الإِلَه بمَسْجِدِ

وكُفَّ عَنِ العَوْرَا لِسَانَكَ ولْيَكُنْ *** دَوَامًا بِذِكْرِ اللهِ يَا صَاحِبِي نَدِي

****

  خَيرُ مَكانٍ تَجْلِسُ فِيهِ المَسْجِدُ؛ لأِنَّه بَيتٌ مِن بُيُوتِ اللهِ عز وجل، تَذكُر اللهَ عز وجل، المَكانُ طَيِّبٌ، والعَملُ طَيِّبٌ، هذَا هُو أحْسَن مَا في الدُّنيا، أحْسَن مَجلِس هُو المَسجِد لأهْل الصَّلاَح وأهْلِ الخَيْر، إمَّا أنْ تَقْرَأ القُرْآن أوْ تُدَارِس العِلْم، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ» ([1]) وأحبُّ البِقَاع إلَى اللهِ المَسَاجِد؛ لأَنَّها مَأوَى المَلاَئِكَة ومهْبَط الرَّحمَة ومُلتَقى المُؤمِنِين، أمَّا الَّذِين يَذهَبُون للمَسَارِح، ويَذهَبُون للتَّمثِيليَّات، والمَهَازِل والشُّرُورِ، واليَوْمَ البَلاَء أشَدُّ، الإنْترنِتْ والفَضائِيَّات، هَذِه شُرُور حَدَثَتْ، وعُقُوبَات نَزَلتْ بالنَّاسِ فعَليْكُم بالابْتِعَاد عَنْها والتَّحذِير مِنْها، وأنْتَ إنْسَانٌ عَاقِلٌ وأمَامَك جَنَّة وأمَامَك نَارٌ، انْظُر إلى العَواقِب فلاَ تُضيِّع وَقْتَك في هذه الأمُورِ الضَّارَّة، الَّتي لهَا عَواقِبُ سيِّئة، أنْت فكِّر في أمْرِك، فكِّر في مَصيرِك، فكِّر في الجنَّة والنَّار، ميِّز بَينَ الأخْيارِ والأشْرَارِ، ميِّز بَينَ المَسجِد وبَينَ دُورِ اللَّهْو، مَيِّز بَينَ هَذَا وهَذَا، إنْ كَانَ عِندَك ذَرَّة من عَقْل.

«كُفَّ عَنِ العَوْرَا» وهِيَ الكَلِمَة القَبِيحَة، احْفَظْ لِسانَك عنْهَا، ولْيكُن لسَانُك كَمَا قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ الله»([2]) فعَوِّد لسَانَكَ ذِكْرَ اللهِ ولاَ تُعوِّدْه الهَذرَ، واللَّغَطَ والقِيلَ والقَالَ،


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2699).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (3375)، وابن ماجه رقم (3793)، وأحمد رقم (17716).