وَسَتْرٍ
لِعُرْيَانٍ عيادة مُدْنِفٍ *** وتغسيل مَيِّتٍ ثمَّ دَفْنِ المُلْحَدِ
وتكفينه ثمَّ
الصَّلاة عليه مع *** مُتَابَعَةِ المحمول للقبر فَاسْعَدِ
ومنها صِنَاعَاتٌ
أُبِيحَتْ مُهِمَّةٌ *** لِمَصْلَحَةٍ تحتاجها النَّاسُ تَرْفِدِ
****
وكذلك مِنْ فُرُوضِ
الكفايات إِشْبَاعُ الجائع الَّذي يُخْشَى عليه من الهلاك؛ فلا يَجُوزُ تَرْكُهُ
يموت، بل يجب على من عَلِمَ بِحَالِهِ أن يُشْبِعَهُ؛ فلو تركوه كلُّهم حتَّى
يَمُوتَ، أَثِمُوا جَمِيعًا.
وكذلك سَتْرُ
العُرْيَانِ؛ فيجب على من عَلِمَ بِحَالِهِ أن يَسْتُرَهُ، وَيُعْطِيَهُ ثَوْبًا.
المُدْنِفُ يعني
المريض الَّذي مَرَضُهُ خَطِيرٌ. هذا لا يُتْرَكُ، بل يُعَادُ وَيُوَاسَى.
وإذا حَصَلَ أنَّه يُعَالَجُ
فَيُعَالَجُ؛ لأنَّ مِنْ حَقِّ المسلم على المسلم عِيَادَةَ المريض. هذا حَقٌّ؛
يَعْنِي وَاجِبًا، لكن ليس وَاجِبًا على كُلِّ النَّاس وُجُوبَ عَيْنٍ، بل إذا قام
به من يَكْفِي، فإنَّه قد سَقَطَ الإِثْمُ عن الباقين.
كذلك من حَقِّ
المُسْلِمِ على المسلم أَنَّ المَيِّتَ من المسلمين يجب على المسلمين تَغْسِيلُهُ،
وَتَكْفِينُهُ، إذا لم يَكُنْ لَهُ مَالٌ.
فَيَجِبُ على من
عَلِمَ بِحَالِهِ أن يُكَفِّنَهُ، أمَّا إن كان له مَالٌ فَيُكَفَّنُ مِنْ
مَالِهِ. كذلك حَمْلُهُ وَدَفْنُهُ وَحَفْرُ قبره.
كذلك مِنْ فروض الكفايات تَعَلُّمُ الصَّنْعَةِ الَّتي يحتاجها المسلمون؛ فيجب على المسلمين أن يوفِّروا هذه الصَّنْعَةَ الَّتي يحتاجون إليها.