×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

ووَاظِبْ عَلَى دَرْسِ القُرآنِ فإنَّه *** يُلينُ قَلْبًا قَاسِيًا مِثْل جَلَمَّدِ

وحَافِظْ عَلَى فِعْلِ الفُرُوضِ بوَقْتِهَا *** وخُذْ بنَصِيبٍ في الدُّجَا مِن تَهجُّدِ

****

 فتَشهَدَ علَيْك يَومَ القِيامَةِ، لسَانُك لا يَتكلَّمُ كمَا في الدُّنيَا؛ يتكَلَّمُ لسَانُك وجَوارِحُكَ صَامِتَةٌ، يَومَ القِيامَة بالعَكْسِ، يُختَمُ علَى لسَانِكَ وتَتكلَّمُ الجَوارِحُ، تَفضَحُك، فكِّر في هذَا، والجَوارِحُ كلُّ جَارِحَة لهَا خَطِيئَة، اللِّسَانُ ماذَا يَجْنِي؟ العَينُ تَزنِي وزنَاهَا النَّظرُ، اليَدُ تَزنِي وزنَاهَا البَطْشُ، الرِّجلُ تَزنِي وزنَاهَا المَشْيُ، وكلُّ جَارِحَةٍ كلُّ عُضْو يَكسِبُ عَلَيْك إمَّا خَيْرًا وإمَّا شَرًّا.

«وَاظِبْ عَلَى دَرْسِ القُرآنِ» أكْثِرْ مِن تِلاوَةِ القُرآنِ؛ لأنَّه يُلينُ القُلوبَ؛ كمَا قَالَ تعَالَى: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ [الزمر: 23] القُرآنُ يُلينُ القُلوبَ؛ لأنَّه كَلاَمُ ربِّ العَالمِينَ فإذَا عَوَّدْتَ نفْسَكَ ولسَانَك على تِلاوَة القُرآنِ بتدبُّرٍ وحُضُورِ قَلبٍ فإنَّ قَلبَكَ يَلِينُ، ﴿۞أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ [الحديد: 16] ثُمَّ قَالَ سُبحَانَه: ﴿ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ [الحديد: 17] القَلبُ المَيِّتُ يَحْيَى بذِكْرِ اللهِ لا تَيْأَسْ، عَالِج قَلْبَكَ بذِكْرِ اللهِ يَحيَى بإِذْنِ اللهِ.

حَافِظْ على الفَرائِضِ وهِي الصَّلوَاتُ الخَمْسُ، واجْعلْ لَكَ نَصِيبًا من التَّهجُّد باللَّيل، لا تَحْرِمْ نَفسَكَ، وفي الحَدِيثِ القُدسِيِّ


الشرح