×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

ولاَ تَطلُبنَّ العِلمَ للمَالِ والرِّيَا *** فإنَّ ملاَكَ الأَمْرِ في حُسْنِ مَقْصِدِ

وكُنَ عَاملاً بالعِلْم فِيمَا اسْتطَعْتَه *** لِيُهْدَى بِكَ المَرْءُ الَّذِي بِكَ يَقْتَدِي

****

 ولهَذا قَالَ: «مَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله» ([1]).

هذَا من آدَابِ طَالبِ العِلْم؛ اطْلبِ العِلمَ للهِ لا تَطلُبْه للمَالِ؛ لأنَّك إنْ طَلبْتَه للمَالِ تَكُنْ ممَّنْ طلَبَ الدُّنيا بعَمَلِ الآخِرَةِ، اطْلُب العِلْمَ مِن أجْلِ إرْضَاءِ اللهِ عز وجل، لاَ مِن أجْلِ المَالِ، المَالُ تَابِعٌ ولَيسَ مَقصُودًا، والَّذِي يَطلُب العِلْم وقَصْدهُ بِه المَال هذَا قَصدُه دَنِيٌّ، وهذَا مِن الَّذِين يُريدُونَ الحَياةَ الدُّنيا.

الأمْرُ الثَّانِي: احْذَر الرِّياءَ، لاَ تَطلُبِ العِلمَ مِن أجْلِ أنْ يَمدَحَكَ النَّاسُ أو مِن أجْلِ أنْ تَصِيرَ عَالِمًا، اتْرُك هذَا القَصدَ، اطْلُبِ العِلمَ لَيسَ لأجْلِ الرِّيَاءِ ولاَ لأجْلِ الرِّياسَةِ، ولاَ لأجْلِ المَدْحِ، اطْلُبْه لوَجْه اللهِ عز وجل.

هَذَا الشَّرطُ الثَّالثُ مِن شُرُوطِ طَلبِ العِلْم وهِيَ:

أوَّلاً: طَلبُه لأَجْلِ الآخِرَةِ لاَ لأجْلِ الدُّنيَا.

ثَانيًا: طَلبُه لوَجْهِ اللهِ لا للرِّياءِ والسُّمعَةِ.

ثَالثًا: طَلبُه للعَمَلِ بِه، لا يَكفِي أنَّكَ تَكونُ عَالِمًا، بَلْ لا بدَّ مِن العَمَلِ.

رَابِعًا: نَفعُ النَّاسِ بِه؛ لِئلاَّ تَكونَ مِن المَغْضُوبِ عَلَيْهِم، إذَا كُنتَ عَالِمًا وَلاَ تَعْمَل فإنَّك تَكونُ من المَغضُوبِ عَلَيْهم، وإذَا عَمِلْتَ بعِلْمِكَ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1428)، ومسلم رقم (1034).