وقَدْ كَمُلَتْ
والحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ *** علَى كُلِّ حَالٍ دَائِمًا لَم يُصْرَدِ
عَرُوسًا
سُمِّيَتْ شَمْسَ الضُّحَى حَنْبليَّة *** تُآزَرُ بالنُّورِ المُبينِ
وتَرْتَدِي
إذَا انْتُسِبَتْ
في العِلْمِ كَانَ انْتِسَابُهَا *** لمُجْتَهِدٍ في نُصْرَةِ الدِّينِ مُقتَدِ
إمَامِ الهُدَى
زَينِ التُّقَاةِ ابنِ حَنْبَلٍ *** علَى حُبِّه في اللهِ أُودَعُ مَلْحَدِ
****
كمَا بَدَأهَا
بالحَمْدِ، خَتمَهَا بالحَمْدِ للهِ عز وجل، والثَّنَاءِ علَى اللهِ؛ لأنَّه لَم
يَتمكَّنْ مِن هذَا العَمَلِ بنَفْسِه وجُهدِه، وإنَّمَا بتَوفِيقِ اللهِ جل وعلا،
فاللهُ هُو الَّذِي أعَانَه، وهُو المُستَحِقُّ للحَمْد والثَّناءِ.
هذَا وَصفٌ
للمَنظُومَة، أنَّها حَنبَلِيَّة؛ لأنَّ النَّاظِمَ حَنبليٌّ رحمه الله،
وغَالِبُها يَتمشَّى على مذْهَبِ الإمَامِ أحْمَدَ.
«سُمِّيَتْ شَمْسَ
الضُّحَى» يَعْنِي شَابَهتْ شَمْسَ الضُّحَى في النُّورِ والبَيانِ.
«تُآزَرُ بالنُّورِ
المُبينِ وتَرْتَدِي» والإِزَارُ والرِّداءُ هُمَا اللِّباس، أيْ أنَّها
مُلبَّسةٌ بالنُّور والبَهاءِ؛ لأنَّها مِن الكِتَابِ والسُّنَّة، والعِلمُ نُورٌ.
يَنسِبُ الفَضلَ
أوَّلاً للهِ سبحانه وتعالى، ثمَّ يَنسِبُه لإمَامِه، الإمَامِ أحمَدَ بنِ حَنبلٍ
رحمه الله فإنَّه قُدْوةٌ لِمَنْ جَاءَ بَعدَه في العِلْم، وقُدْوةٌ لِمَنْ جَاءَ
بَعدَه في العَمَلِ، وقُدْوةٌ لِمَنْ جَاءَ بَعدَه في الصَبْرِ، وقُدوَةٌ لِمَنْ
جَاءَ بَعدَه في الدَّعْوَةِ إلى اللهِ عز وجل، فهُو إمَامٌ قُدوةٌ.
«لمُجْتَهِد» والمُجْتَهدُ هُو الَّذِي يَبذُلُ جُهدَه في مَعرفَةِ الحَقِّ، والمُجتَهدُ في العِلْم علَى قِسمَيْن، مُجتَهد مُطلَق، وهُو الَّذِي يَستَطِيعُ اسْتنْبَاطَ الأحْكَامِ من أدِلَّتِها، ومُجتَهِد مُقيَّد، وهُو الَّذِي يُقلِّدُ إمَامًا قبْلَه ويَسِيرُ علَى مَذهَبِه ومَنهَجِه، فالإمَامُ أحْمَدُ يُعتَبَرُ مُجتَهِدًا مُطْلقًا،