إمامتنا العظمى
إقامة دَعْوَةٍ *** وَدَفْعٌ لشبهات المُضِلِّ المُلَدِّدِ
****
عَمَلِهَا، وَاجِبٌ على الجميع عَمَلُهَا ما
داموا يحتاجون إليها، القناطر والجسور بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
بناء المساجد؛ لا
بُدَّ للمسلمين من مَسَاجِدَ يُصَلُّونَ فيها؛ فيجب على المسلمين أن يَبْنُوا
مساجد على قَدْرِ الحاجة، فإن تركوا بناء المساجد، أَثِمُوا، وإذا بناها
بَعْضُهُمْ، حَصَلَ المَقْصُودُ، وحصلوا على الأجر.
سُورُ البَلَدِ؛
يعني إذا كانوا في قَلْعَةٍ تحتاج إلى سُورٍ يمنع العَدُوَّ، فلا بُدَّ مِنْ
بِنَائِهِ؛ دَفْعًا للخطر؛ فبناؤه فَرْضُ كِفَايَةٍ. وَرَمُّهَا يعني إِصْلاحَهَا.
كذلك ممَّا يجب على
المسلمين وُجُوبَ كِفَايَةٍ نَصْبُ الإمام؛ لا يَبْقُونَ بِدُونِ إِمَامٍ، فيجب
عليهم أن يختاروا إِمَامًا لهم، يتولَّى أَمْرَ المسلمين، وَيُقِيمُ الحُدودَ،
ويمنع الظُّلم.
لا بُدَّ من إِمَامٍ
ينصبونه ويختارونه، لَكِنَّ نَصْبَهُ فَرْضُ كِفَايَةٍ؛ ليس على كُلِّ النَّاس، بل
إذا قام أهل الحَلِّ والعقد باختيار الإمام، لَزِمَ البَقِيَّةَ السَّمْعُ
والطَّاعةُ؛ لأنَّ الصَّحَابَةَ لمَّا تُوُفِّيَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم، لم
يجهِّزوه ويدفنوه حتَّى بايعوا للخليفة، فلمَّا بايعوا للخليفة توجَّهوا إلى تجهيز
الرَّسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّه لا يصلح أنَّ المسلمين يبقون ولا سَاعَةً
بدون إِمَامٍ؛ خَشْيَةَ الفَسَادِ؛ لأنَّ نَصْبَ الإمام فيه مَصَالِحُ عَظِيمَةٌ،
وهو ضَرُورَةٌ من ضرورات الحياة.
ولكنَّ الَّذي يتولَّى
نَصْبَهُ هم أهل الحَلِّ والعَقْدِ من أصحاب الرَّأي والعلماء الَّذين يُرْجَعُ
إليهم في المهمَّات، وليس كما عليه نظام الغرب