×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

فيما يسمُّونه بالانتخابات. هذا نِظَامٌ غَرْبِيٌّ كَافِرٌ، ونظام الإسلام يكتفي بأهل الحَلِّ والعقد؛ لأنَّ الصَّحَابَةَ لمَّا بايعوا أبا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، انْقَادَ البَقِيَّةُ بالسَّمْعِ والطَّاعة له.

فالمسلمون يَدٌ وَاحِدَةٌ، يسمعون ويطيعون لمن اختاره أهل الحَلِّ والعَقْدِ منهم.

فاختيار الإمام هو من صلاحية أهل الحَلِّ والعقد في المجتمع، أمَّا الانتخابات فلا أَصْلَ لها في دين الإسلام، بل هِيَ فَوْضَى.

وأيضًا هذه الانتخابات ليست بِصَحِيحَةٍ؛ لأنَّها تشترى بالدَّراهم والذِّمَمِ؛ كلُّ وَاحِدٍ يُوَجِّهُ جَمَاعَةً ينتخبونه، أمَّا أهل الحَلِّ والعقد فإنَّهم يَعْرِفُونَ الكُفْءَ مِنْ غَيْرِ الكفء، ولا يعيِّنون إلاَّ من فيه مَصْلَحَةٌ للمسلمين.

فأهل الحَلِّ والعَقْدِ والرَّأي والعلم يعرفون الكُفْءَ الَّذي يصلح للإمامة، ولهذا اختاروا أبا بَكْرٍ أفضل الصَّحابة، ولذلك حقَّق اللهُ به ما توقَّعوه؛ لأنَّه لمَّا مات الرَّسول صلى الله عليه وسلم ارتدَّت قبائل العرب، واهتزَّ الإسلام، ولكنَّ هذا الرَّجُلَ الَّذي إيمانه يَزِنُ إيمان الأمَّة، هذا الرَّجُلُ ثَبَّتَ الله به الإسلام، وَرَدَعَ به أهل الرِّدَّةِ، واستقرَّ الإسلام بعد وفاة الرَّسول صلى الله عليه وسلم بسبب هذا الرَّجل المسدَّد المحنَّك، قَوِيِّ الإيمان، قَوِيِّ العزيمة.


الشرح