جِهَادٌ وَحَجٌّ
كلَّ عَامٍ كذا القضا *** والإفتا وتعليم الكِتَابِ المُمَجَّدِ
****
الجهاد على قِسْمَيْنِ؛ فَرْضِ عَيْنٍ، وفرض
كِفَايَةٍ، وَفَرْضُ العين يكون في ثَلاثِ حَالاتٍ:
الأولى: إذا هُوجِمَ
البَلَدُ من العدوِّ؛ فإنَّه يجب على كلِّ من يستطيع القِتَالَ أن يُقَاتِلَ.
الحالة الثَّانية: إذا حَضَرَ
القِتَالَ وهو يستطيع القتال يجب عليه أن يقاتل، ولا يجوز له أن ينصرف؛ قال تعالى:
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحۡفٗا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ ١٥ وَمَن
يُوَلِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفٗا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٖ فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [الأنفال: 15- 16]
والفرار من الزَّحف
من كبائر الذُّنوب، بل هو من أكبر الكبائر بعد الشِّرك؛ فمن حضر القتال وهو يقدر
على القتال، وَجَبَ عليه.
الحالة الثالثة: إذا استنفره
الإمام؛ أَيْ: أَمَرَهُ أن يغزو، يجب عليه أن يسمع ويطيع.
قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ
ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ
ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا
قَلِيلٌ ٣٨ إِلَّا
تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡٔٗاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ [التوبة: 38- 39]
فيجب على من استنفر
للجهاد وفيه مَقْدِرَةٌ أن لا يمتنع.
فيما عدا هذه الأحوال الثَّلاث يكون الجِهَادُ - جهاد الطَّلب - فرض كِفَايَةٍ لا يتركه المسلمون.