×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

لا يشُقُّ على النَّاس، بل يُراعي الأحوال، هذا هو السُّنَّةُ بل هذا هو الواجِبُ، كذلك لا يَحرِمُ الناسَ من الأجْرِ والخَيرِ، فيخفِّفُ الصَّلاةَ التَّخفيف المُخلَّ، ويَحرِمُ الناس الطُّمأنِينَةَ في الصلاة.

بعضُ النَّاس يَتَّبِعُ اجتِهَادَاته في رمضان ولا يُصلِّي صلاة التَّهجُّد في العشْرِ الأواخر ويقول: تكفِي التَّراوِيح. أو يكفي صَلاةُ التَّهجُّد ويترك التَّراويح، إما أنه يتركُ التَّراويحَ في أوَّل اللَّيل وإما أنه يترك التَّهجد في آخر اللَّيلِ فيحرم الناس.

إذا كُنتَ لا تُصلِّي بهم التَّراويحَ والتَّهجُّدَ، اترُك الإمامَةَ، لا تحرم الناسَ وتُنزِلْهم على رأيك ورغْبتِك، وتأثَمْ بهذا؛ لأنك مُحمَّلٌ أمانَة هذا المَسجِد وهؤلاء الجماعَةِ، فإذا حرمتَهُم من الصَّلاةِ فإنك تأثمُ، وإذا شقَقْتَ عليهم وطَوَّلْتَ عليهم تأثَمُ، فعليك بالاعتدال، تُصلِّي في العشر الأواخرِ أوَّلَ اللَّيل، وتصلي من آخر اللَّيلِ تخفيفًا على الناس، وأيضًا يكون هذا اغتنامًا لفضْلِ العَشرِ الأواخر، واغتنامًا للتَّهجُّدِ في آخر الليل.

العَشرُ لَها مزِيَّةٌ، اجتَهَد الرَّسول صلى الله عليه وسلم في العَشرِ الأواخر أكثَرَ من غَيرِها ([1])، وكان صلى الله عليه وسلم إذا دَخلَت العَشرُ شَدَّ مِئزرَه وأحيا لَيلَه وأيقظ أهلَه ([2])، وفي رواية: لَم يَذُقْ غَمْضًا، فالعَشرُ الأواخرُ لها قِيمة عَظيمَةٌ، وفيها ليلةُ القَدرِ أرجى ما تَكونُ، فلا تفوت على الناس هذا الفضل العَظيم.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1175).

([2] أخرجه: مسلم رقم (1174).