وَحَمْزَةَ
جَانِبْ وَالكَسَائِيَّ حَرْفَهُ *** فَكِلْتَاهُمَا مَكْرُوهَةٌ فِي المُؤَكَّدِ
*****
وإذا جاء رمضانُ
صَارَ جدَلٌ عِند هَؤلاءِ، يتجادلون ويقول بعْضُهُم لبَعضٍ أنت مبتَدِعٌ، أنت كذا،
وبعضهم يُغلقونَ المَساجدَ، يُصلِّي الفَريضَة والتَّروايحَ ويُغلقُ المَسجدَ
بَعدها، هذا يجبُ أنَّه يُبعد عن الإمامَةِ، وبعضهم يُصلِّي أوَّل الشَّهرِ ويهربُ
آخِر الشَّهرِ ليأتي بالعُمرَة، أنت ترَكتَ الوَاجبَ الذي هو الإمامَةُ التي أنت
مُؤتمنٌ عليها وموظَّفٌ فيها، وتذهب إلى سنَّةٍ.
يقول الناظم:
«وَلاَ تَقْرَأَنْ
إِمَّا أَمَمْتَ خِلاَفَ مَا *** عَلَيْهِ أَهْلُ ذَاكَ العَصْرِ تُقِلُّ
وَتُبْعِدِ»
السَّلفُ الصالِحُ
كانوا يَتهجَّدونَ بِالليلِ في المساجِدِ، ويَقومونَ على العِصِيِّ من طول القيام،
وكانوا يَربطونَ الحِبالَ بَين السَّواري ويتعلَّقونَ بها من طُولِ القِيام؛ لأنَّ
عندهم رَغبَةً في الخَيرِ، وكانوا لا يَنصرِفونَ إلاَّ عند الفَجرِ، عندما يَخشونَ
فَواتَ الفلاحِ وهو السُّحورُ، يستغلُّونَ الوقت، أما نحن في هذا الوقتِ فَمجرَّد
جِدالٌ وخِصامٌ، والمساجد مغلقَةٌ والأئِمَّة هنا وهناك، والمشروعُ أن تُسمِعَ
المَأمومينَ القرآنَ كلَّه في صلاة التَّراويح وصَلاة التَّهجُّد، والآن صار بعضُ
أئِمَّة المساجدِ لا يختِمُ القرآن في رمضان، وبعضُهُم يَحتسِبُ قراءته في
الفرائِضِ وخارجِ الصَّلاة ليختِمَ بذلك القرآن؛ وكل هذه مُخالفات.
هذا مأخوذٌ مِن
قَولِ الأصْحابِ: «كرِهَ أحْمَد قِراءَةَ حَمزةَ والكَسائِيِّ والإدْغامِ الكَبيرِ
لأبِي عَمرو»، يعني أقربُ شيء قراءةُ حَفصٍ، وهي التي يَقرأ بها غالِبُ المُسلمينَ
في بقاع الأرض.