×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَيُكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ بِأَلْحَانٍ كَالغِنَا *** وَإِنْ غَيَّرْتَ حَرْفًا فَحَرِّمْ وَشَدِّدِ

*****

فقوله:

«وَلاَ تَقْرَأَنْ إِمَّا أَمَمْتَ خِلاَفَ مَا *** عَلَيْهِ أَهْلُ ذَاكَ العَصْرِ تُقِلُّ وَتُبْعِدِ»

لا تأتي بالقِراءاتِ، تَقرأ بِقراءَةِ فُلان، وبقراءة فُلانٍ وَتُنوِّع، التَّنويعُ هذا لا يَصلُح، بل تَمشِي على قِراءَة إمامٍ واحِدٍ تكون معتادَةً في البَلدِ ولا تُشوِّش على الناس، ربَّما أن بَعضَ النَّاس لا يَعرفونَ القِراءاتَ، فَيُنكرون قراءةً صَحيحَةً بِسببك أنْتَ؛ لأنك أتَيتَ لَهم بشيءٍ لا يعرِفونَه، فإذا كان الناس يعْرِفون قراءةَ وَرش فاقرأ بها، وإذا كانوا يَقرءونَ قراءة حَفصٍ فاقرأ بما، تقرأ بما يقرأ به أهلُ البلد، لا تُخالفهم وتُشوِّش على الناس، ليت الأئمةَ يُلاحظون هذه الأمورَ، وهذه الآداب.

القراءةُ بالألحانِ حَرامٌ؛ لأنها تُخرج القرآنَ عن القِراءَةِ إلى الألحانِ والأغاني، وذلك بالتَّمطيطِ الزَّائدِ والمَدِّ الزائدِ، كما عليه كثيرٌ من القراء في الإذاعات الآن، إلاَّ المَصاحفَ المُرتَّلة فإنها جيدة، أما الذين يسَمُّونَه المصحف المجوَّد فإن قِراءَتهم غالبُها فيه تَكلُّف، ولا يجوز إسْماعُ الناسِ هذه الأمُور، والقرآن لم يُنزل لأجلِ التَّطريبِ، وإنما نزل لأجل العلم والعَملِ، فلا يُتخذ حرفَةً للتَّكسُّب في الحَفلات، ومثل ما يعمل بعض القُرَّاء، يتخذون القراءة حرفَةً يتكسبون بها، وليتهُم يَقرؤون قراءة معقولة، وإنما يَقرؤونَ بالتَّمطيطِ والألحانِ، والمَدِّ الزَّائدِ، والأصوات المزعِجَة، والتكلف الذي يظهر عليهم حينما يقرءون، من شُحوبِ اللَّونِ وجحوظِ العَينينِ، وأشياء إذا نظرت إليها عرفت أن هذا تكَلُّف، الله لم يأمرْ بهذا، والقرآن ميسَّرٌ: ﴿وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ [القمر: 17].


الشرح