×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَفِي السَّبْعِ فَاخْتِمْ فَهُوَ أَوْلَى وَلاَ تَزِدْ *** عَلَى الثُّلُثِ فِي يَوْمٍ تُصِبْ سُنَّةَ أَحْمَدِ

فَإِنَّ قَلِيلاً مَعَ تَدَبُّرِ قَارِئٍ *** أَبَرُّ فَلاَ تَهْذُذْ كَشِعْرٍ وَتَسْرُدِ

*****

السُّنَّةُ أن الإنسانَ كما أرْشدَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أنَّهُ يَختِمُ القُرآنَ لِعشرٍ، يعني كل ليلة يَقرأ ثلاثةَ أجزاءٍ، هذا هو الأحْسَن، وهذا يدعوك إلى الاسْتمرارِ، ثلاثة أجزاء كلَّ ليلَةٍ، تختمه في عشرَةِ أيامٍ، فإن كان عندك زيادة رَغبَة وقوَّة ففي كل سَبعِ ليال. فإن كان عندك زيادة قوة ففي كلِّ ثَلاث. يعني تَقرأ في اللَّيلَة عشَرَةَ أجزاء، هذا إذا كان عندك قوة ورغبة.

وقد حدَّدَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو هذه التحديدات، قال: «صَلِّ فِي كُلِّ عَشْرٍ، فِي كُل سَبْعٍ، فِي كُلِّ ثَلاَثٍ»، قال عبدُ الله بنُ عمرو: «أَنَا أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ»، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ» ([1]).

تحزيبُ القُرآنِ ثَلاثة أحْزابٍ فِي كُلِّ ليلَةٍ عشَرَة أجزاء، لا أفْضَلَ من ذلك، إن زادَ عن العَشَرةِ فهذا مَشقَّةٌ، ويعجز ويملُّ. حتى إن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قالَ في آخر حياته: «يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ مَشُورَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ».

الحزبُ القَليلُ من القُرآنِ مع التَّرتيلِ والتَّدبُّر، أحْسنُ من الحِزبِ الكَثيرِ مع الهَذِّ، والسُّرعَة، وعدم التَّدبُّر.

«فَلاَ تَهْذُذْ كَشِعْرٍ وَتَسْرُدِ»؛ لا تهذُذِ القُرآنَ هَذًّا كَهَذِّ الشِّعرِ، وتَسرُدِ يعني تُسرِع في القُرآنِ، فإنَّه يفوتُك التَّدبُّرُ ويفوتُكَ التَّأثُّر بالقرآن.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1159).