****
قال رحمه الله: «فضل في هديه»؛ أي: هدي
النبي صلى الله عليه وسلم «في حجه وعمره»، الحج هو في اللغة: القصد.
وشرعًا: هو قصد البيت لأداء
المناسك التي شرعها الله سبحانه وتعالى من طواف وسعي ووقوف بالمشاعر، هذا هو الحج.
أما العمرة: فهي طواف وسعي
وحلق أو تقصير، هذه مناسك العمرة.
والعمرة هي الحج
الأصغر، قال تعالى: ﴿يَوۡمَ
ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَكۡبَرِ﴾ [التوبة: 3] ؛ أي: يوم العيد، فعيد الأضحى هو يوم الحج الأكبر.
وأما العمرة، فهي حج
أصغر، وليس لها وقت محدد في السنة، وإنما الوقت المحدد للحج، قال تعالى: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ﴾ [البقرة: 197]،
وأما العمرة، فعلى مدار السنة.
ولما كان الحج يؤتى
إليه من بعيد؛ كما قال جل وعلا لخليله إبراهيم عليه السلام: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ
بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ﴾ [الحج: 27] ؛ أي: بعيد، فيؤتى إليه من مشارق الأرض
ومغاربها.
أخر الله سبحانه
وتعالى فرضيته إلى السنة العاشرة من الهجرة.
التوحيد: فرض من أول
بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو مفروض على الخلق منذ أن خلق الله جل
وعلا الخليقة، فهو مستمر.
وأما الصلاة، فقد
فرضت قبل الهجرة بقليل في مكة.
وأما الصيام والزكاة، ففرضا في السنة الثانية من الهجرة.
الصفحة 1 / 664