×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمَّةُ الشَّارحِ

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فإن العلماء اهتموا بتدوين سيرة النبي صلى الله عليه وسلم منذ بعثه الله إلى أن توفاه الله، هذا بعد الرسالة، وكذلك قبل ذلك اهتموا بمولده صلى الله عليه وسلم، ورضاعته ونشأته، وحالته قبل البعثة، كل ذلك دونوه بما يسمى بالسيرة النبوية، والغرض من ذلك الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الله قال: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا [الأحزاب: 21].

الرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة، ولذلك يجب أن نعرف سيرته ونشأته صلى الله عليه وسلم، ثم نعرف سيرته بعد البعثة؛ لأجل أن نقتدي به صلى الله عليه وسلم، فهناك كتب التاريخ، وهذه الحوادث العامة، وهناك كتب السيرة، وهي تأريخ للرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لحياته صلى الله عليه وسلم وأعماله.

ومثله -أيضًا- سير العلماء، وهو ما يُسمى بتاريخ الرواة -رواة الحديث-، تاريخ البخاري وغيره، غالب المحدثين لهم كتب تاريخ، ليس تاريخ الحوادث، وإنما تاريخ حياة الرجال والرواة الذين رووا الحديث؛ حتى يعرف الراوي، وأكملها وأشملها هو تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ معرفة حياته وأعماله وتصرفاته صلى الله عليه وسلم، دعوته للناس، جهاده.


الشرح