كل هذا يسمى بالسيرة
النبوية، وممن اهتم بذلك الإمام ابن القيم رحمه الله، فإنه جمع من سيرته صلى الله
عليه وسلم من أقواله وأفعاله وجهاده وغزواته، جمع من ذلك ما صح في هذا الباب، ولم
يقتصر على التدوين فقط، وإنما ذكر ما يُستفاد من هذه السيرة، وما يستنبط منها من
الفقه العظيم، فهو جمع بين كونه رصدًا للسيرة، وكونه فقهًا للسيرة؛ ليستفيد
الإنسان من ذلك فائدة عظيمة.
إلا أن مؤلف ابن
القيم طويل، هو مفيد ومبسط، فيه دراسة عظيمة للمسائل والترجيح والروايات، فهو كتاب
موسع، اعتنى الأئمة العلماء باختصاره واستخلاص ما تيسر منه؛ ليقربوه للمستفيدين من
طلبة العلم وغيرهم من المسلمين، فقاموا باختصاره، فله عدة مختصرات، منها هذا
الكتاب للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، قد اختصر هذا الكتاب.
وأجاد بهذا
الاختصار؛ حيث إنه انتقى منه الفوائد العظيمة، واختصره بأسلوب سهل ميسر، تُلِم به
كله، ومن أراد التوسع، فإنه يرجع إلى الأصل، وهو زاد المعاد، وهذا من اهتمامات
الشيخ رحمه الله، فإنه اهتم بالاختصارات، اختصر كثيرًا من الكتب التي يحتاج الناس
إليها في الفقه وفي غيره.
****
الصفحة 3 / 664