×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ومن هذا اختياره سبحانه ولد إسماعيل من أجناس بني آدم، ثم اختار منهم بني كنانة من خزيمة، ثم اختار من ولد كنانة قريشًا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختار من بني هاشم سيد ولد آدم محمدًا صلى الله عليه وسلم، واختار أمته صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم ؛ كما في «مسند الإمام أحمد» عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّكُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى الله» ([1]).

****

ولد إسماعيل، وهم العرب العاربة العدنانية؛ لأن العرب على قسمين: عرب عاربة، وهم القحطانية. وعرب مستعرِبة، وهم العدنانية، اختار الله منهم ولد إسماعيل، واختار من ولد إسماعيل قريشًا، واختار من قريش بني هاشم، واختار من بني هاشم محمدًا صلى الله عليه وسلم، وكما أن الله اختار محمدًا صلى الله عليه وسلم من بني إسماعيل، كذلك اختار أمة محمد على سائر الأمم؛ فهي أفضل الأمم. هو أفضل الرسل، وأمته أفضل الأمم.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «تُوفُونَ» يعني: تكملون سبعين أمة من بني آدم، «أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى الله»، فهذه الأمة هي خير الأمم وأكرمها على الله، قال تعالى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ [آل عمران: 110]، فهذه الأمة هي خير أمة أخرجت للناس، ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا [البقرة: 143]، يعني: عدولاً خيارًا، ﴿لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ [البقرة: 143]، فاختار الله هذه الأمة لعلمه بصلاحيتها للاختيار.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (20029).