×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكذلك اختياره سبحانه للأنبياء من ولد آدم عليه السلام، واختياره الرسل منهم، واختياره أولي العزم منهم، وهم الخمسة المذكورون في سورة «الأحزاب»، و«الشورى»، واختياره منهم الخليلين: إبراهيم ومحمدًا صلى الله عليهما وسلم وعليهم أجمعين.

****

يختار من يصلح منهم للرسالة والنبوة، ما كلهم يصلحون لها، ولا يعلم من يصلح لها إلا الله جل وعلا.

اختيار الرسل من الأنبياء، اختيار بعد اختيار، يختار الأنبياء، ثم يختار الرسل من الأنبياء، ثم يختار من الرسل أولي العزم الخمسة، اختيار بعد اختيار، ثم اختار من أولي العزم الخليلين: محمدًا وإبراهيم عليهما السلام.

في سورة الأحزاب: ﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا [الأحزاب: 7] ومنك يا محمد، ومن نوح أول الرسل، وإبراهيم وموسى وعيسى -عليهم الصلاة والسلام-، هؤلاء هم أولو العزم، وفي سورة الشورى -أيضًا- ذكرهم سبحانه وتعالى: ﴿۞شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ [الشورى: 13].

اختار من أولي العزم النبيين الكريمين إبراهيم ومحمدًا صلى الله عليه وسلم، فإبراهيم خليل الله، ﴿وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا [النساء: 125]، والخليل هو: من نال أعلى درجات المحبة من الله جل وعلا، وقال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ الله تَعَالَى قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (532).