ومن
هذا اختياره من الملائكة المصطفين منهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ
بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ
فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ» ([1]).
****
يصطفي من الملائكة، الملائكة عباد الله، وكلهم
كرام، ولكن بعضهم أفضل من بعض، اختار منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل، اختارهم من
بين الملائكة، اختار حملة العرش ومن حوله، اختار المقربين من الملائكة، فالله
يختار من الملائكة، ويختار من البشر.
وكان النبي صلى الله
عليه وسلم إذا قام لصلاة الليل يفتتح الصلاة أحيانًا بهذا الدعاء -دعاء الاستفتاح-:
«اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ
بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ
فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ»، والشاهد من هذا أنه قال: «اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ،
وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ»، مع أنه رب كل شيء، لماذا نص على هؤلاء؟ لأنهم
أفضل من غيرهم من الملائكة.
جبريل عليه السلام أمين الوحي، الذي تحيا به القلوب والأرواح، وميكائيل عليه السلام أمين القطر من السماء، الذي تحيا به الأرض، وإسرافيل عليه السلام الذي ينفخ في الصور، فترجع الأرواح إلى أجسادها يوم البعث، هذه حياة الأجساد يوم القيامة، خصهم لأجل هذا.
([1])أخرجه: مسلم رقم (770).