ومن الأصحاب إلا الطيبين،
****
الكلام على الجمال، الكلام على جمال الأخلاق، لا
جمال الجسم فقط، إذا اجتمع جمال الجسم وجمال الأخلاق، فهذا شيء طيب. لكن إذا كانت
جميلة في صورتها، لكنها خبيثة في طباعها وفي أعمالها، فالمؤمن لا يرضى بها: ﴿وَلَأَمَةٞ مُّؤۡمِنَةٌ
خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكَةٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ﴾.
«إلا أطيبها» يعني: لا يكون فيه
تبعة، مؤاخذة، كأن يكون غصبًا، أخذه غصبًا من غير رضا صاحبه، ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ
أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ﴾ [البقرة: 188]، ولا تكون من
المحرمات في ذاتها أو في مقصدها.
كذلك المؤمن يحتاج
إلى الأصحاب، لا يعيش وحده، يحتاج إلى الأصحاب الذين يأنس بهم، ويستشيرهم،
ويجالسهم، لا بد له من الأصحاب، لكن يختار الأصحاب الطيبين، ويتجنب الأصحاب
السيئين؛ لأنهم يؤثرون عليه، يقول الناظم:
إذا كنت في قوم
فصاحب خيارهم*** ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسأل
وسل عن قرينه*** فكل قرين بالمقارن يقتدي
وفي المثل: «الطيور على أشباهها تقع»، فإذا أردت أن تتعرف على صلاح الشخص، فانظر رفقاءه ومن حوله.