×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكذلك لا يختار من المناكح إلا أطيبها.

****

يتكلم بالطيب، ويعمل الأعمال الطيبة، ويتخلق بالأخلاق الطيبة، ويتغذى بالغذاء الطيب والشراب الطيب، وهو النافع المفيد الطاهر، يتجنب النجاسات، والخبائث، والمسكرات، والمخدرات، والميتة، ولحم الخنزير، والمكاسب الخبيثة -كالربا والرشوة، والميسر والقمار، وغير ذلك مما حرم الله من المكاسب- ؛ لأنها خبيثة، والخبيث يغذي الجسم تغذية خبيثة، والتغذية الخبيثة تمنع قبول الدعاء: «وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟» ([1]).

كذلك المؤمن يختار المرأة الطيبة الصالحة، يتجنب المرأة الساقطة الخبيثة: ﴿ٱلزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوۡ مُشۡرِكَةٗ وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوۡ مُشۡرِكٞۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [النور: 3]، ﴿وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةٞ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكَةٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ وَلَعَبۡدٞ مُّؤۡمِنٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ [البقرة: 221]. فإذا أراد أن يتزوج، يختار المرأة الطيبة الصالحة؛ لأنها أرض يزرع فيها الذرية، وهي أيضًا أساس الأسرة، وقيِّمة البيت، فيختار المرأة الصالحة، التي إن حضر سرته، وإن غاب حفظته، فهو لا ينظر إلى جمال المرأة أو إلى مالها وحسبها، إنما ينظر إلى طيبها وصلاحها: «فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ» ([2])، ذات الدين هي الخير، ولو لم تكن جميلة، ليس


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1015).

([2])أخرجه: البخاري رقم (5090)، ومسلم رقم (1466).