ففسرت
بأن الكلمات الخبيثات للخبيثين والكلمات والطيبات للطيبين، وفسرت بأن النساء
الطيبات للرجال الطيبين، وبالعكس، وهي تعم ذلك وغيره.
****
قوله تعالى: ﴿ٱلۡخَبِيثَٰتُ
لِلۡخَبِيثِينَ﴾؛ أي: الزانيات الساقطات لمن شابههن من الزناة والخبيثين، فهذا برهان على
براءة عائشة رضي الله عنها أنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، والله لا يختار
لرسوله إلا الطيبة؛ لأنه طيب، فلا يختار له إلا الطيبة.
وقيل: المراد:
الكلمات الطيبات تقال للأشخاص الطيبين، والكلمات الخبيثات تقال للأشخاص الخبيثين،
والآية عامة تشمل هذا وهذا، ولكن سبب النزول -والله أعلم- هو قصة الإفك؛ لأنها في
سياق قصة الإفك.
فهذا يرد على
المنافقين ومن سار على نهجهم اليوم، الذين لا يزالون يطعنون في الصحابة، ويطعنون
في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خصوصًا؛ لأنهم أعداء للإسلام، ويريدون أن
يبطلوه من أصله.
أما قوله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ مُبَرَّءُونَ
مِمَّا يَقُولُونَۖ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ﴾ [النور: 26]، هذه
براءة أم المؤمنين رضي الله عنها.
قوله: «وهي تعم ذلك وغيره» فهي تعم هذا التفسير وغيره، فكل طيب فهو للطيبين، من الأقوال والأعمال والكلمات والزوجات، وكل خبيث فهو للخبيثين، وهذه حكمة الله سبحانه وتعالى، أن مايز بين الناس، ﴿لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضٖ فَيَرۡكُمَهُۥ جَمِيعٗا فَيَجۡعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [الأنفال: 37].