والله
-سبحانه- جعل الطيب بحذافيره في الجنة، وجعل الخبيث بحذافيره في النار، فدار أخلصت
للطيب، ودار أخلصت للخبيث، ودار مزج فيها الخبيث بالطيب، وهي هذه الدار، فإذا كان
يوم المعاد، ميز الله الخبيث من الطيب، فعاد الأمر إلى دارين فقط. والمقصود أن
الله جعل للسعادة وللشقاوة عنوانًا يعرفان به،
****
الجنة طيبة، وهي دار
الطيبين، والنار خبيثة، وهي دار الخبيثين.
«ودار مُزِج فيها
الخبيث بالطيب»، وهي الدنيا، الآخرة داران: دار الخبيثين وهي النار، ودار الطيبين وهي
الجنة، ولا اختلاط بينهما، أما الدنيا، فيختلطون فيها.
﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ﴾ [الروم: 14]، في الدنيا يختلطون، الخبيث والطيب،
والمؤمن والكافر، في الآخرة يميز هذا من هذا، ﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ ١٤ فَأَمَّا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ ١٥ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا وَلِقَآيِٕ ٱلۡأٓخِرَةِ فَأُوْلَٰٓئِكَ فِي
ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ﴾ [الروم: 14- 16].
لا يلتبس أبدًا لمن عنده بصيرة، لا يلتبس الخبيث والطيب، يتميز هذا عن هذا بالتأمل والمتابعة والتدقيق في الأمور، أنت لو سبرت الناس، لعرفت الطيبين من الخبيثين. وقد يكون الرجل طيبًا محضًا، ليس فيه خبث، كالأنبياء والرسل وسادة الصالحين، وقد يكون الرجل خبيثًا محضًا، ليس فيه خير أبدًا، كالشياطين والكفار والمشركين،