×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

 وقد يكون في الرجل مادتان، فأيهما غلبت عليه، كان من أهلها، فإن أراد الله بعبده خيرًا، طهره قبل الموافاة، فلا يحتاج إلى تطهيره بالنار،

****

وقد يكون مختلطًا، فيه طيب وفيه خبث، وهذا المؤمن الفاسق الذي عنده معاصٍ، فيه طيب وهو الإيمان، وفيه خبث وهو المعاصي.

الله جل وعلا خلق الخلق، فقسمهم قسمين: منهم شقي، وسعيد، وهذه السعادة أو الشقاوة لها علامات، تظهر على الشخص من سيماه، ومن تصرفاته، ومن كلامه، إن كان من أهل السعادة، تكون تصرفاته وصفاته وسماته تدل على ذلك، وإن كان بالعكس، تظهر عليه علامات الشقاء.

وقد يكون في العبد الواحد الصفتان الشقاوة والسعادة، والحكم لأيهما غلب، فإن غلبت صفة السعادة عليه، فهو من السعداء، وإن غلبت صفة الشقاوة عليه، فهو من الأشقياء، حسب ما يغلب عليه من الصفتين، لا يخرج الناس عن هذه الأقسام، منهم من هو من أهل السعادة الخلص، ومنهم من هو من أهل الشقاوة الخلص، ومنهم من هو بين ذلك.

فالذي تكون فيه المادتان، يحصل منه شر، ويحصل منه خير، إذا أراد الله به خيرًا، فإن الله يطهره في هذه الدنيا بما يصيبه من المصائب، حتى يكفر عنه سيئاته، وينتقل إلى الآخرة وهو مطهر، بخلاف الشقي؛ فإن الله يمسك عنه في الدنيا، وينعم عليه، ويستدرجه، ثم يوافي يوم القيامة غير مطهر، فيكون إلى النار.


الشرح