وحكمته
-تعالى- تأبى أن يجاوره العبد في داره بخبائثه، فيدخله في النار طهرة له.
وإقامة
هذا النوع فيها على حسب سرعة زوال الخبائث وبطئها، ولما كان المشرك خبيث الذات، لم
تطهره النار؛ كالكلب إذا دخل البحر،
****
الله جل وعلا تأبي
حكمته أن يجاوره في الجنة من فيه خبث، لا بد أن يكون منقى، فإما أن ينقى في
الدنيا، وإما أن ينقى في الآخرة؛ بأن يدخل النار مدة بذنوبه، ثم يخرج منها بعدما
يتنقى من النار؛ كما ثبت ذلك في أصحاب الكبائر، التي هي دون الشرك، أنهم تحت
المشيئة؛ إن شاء الله غفر لهم، وإن شاء عذبهم على قدر ذنوبهم في النار، حتى
يطهروا، ويدخلوا الجنة، وهم طاهرون.
إذا دخل النار
لذنوبه، فإنه قد يؤخر في النار، ويتأخر؛ لأنه يحتاج إلى تطهير كثير، ويحترق، ويكون
كالفحم، وقد لا يلبث في النار إلا قليلاً، حسب ما فيه من الدنس.
أما المشرك والكافر -الذي ليس عنده إيمان ولا توحيد-، فهذا يخلد في النار، ولا يخرج منها، ولا تطهره النار؛ كما أن الكلب لو أدخل البحر ما زالت عنه النجاسة العينية؛ لأنه نجس العين، والنجس نجاسة عينية، لو تغسله بالبحار لن يطهر، الكلب والخنزير نجس العين، أما النجاسة الحكمية -وهي الطارئة على محل طاهر-، فيطهرها الماء، وهذه تسمى نجاسة طارئة حكمية، وليست عينية.