فلو كانت البسملة من
الفاتحة، لأتوا بها جهرًا، فليست من الفاتحة ولا لغيرها من السور، وإنما هي آية
مستقلة، يؤتى بها للفصل بين السور، هذه هي البسملة، المداومة على الجهر بها ليس من
سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالغالب أنه لا يجهر
بها صلى الله عليه وسلم، وقد يجهر بها في بعض الأحيان، كأنه صلى الله عليه وسلم
يريد أن يعلمها أصحابه.
ومعنى «بسم الله
الرحمن الرحيم»: الباء للاستعانة، والاسم كل أسماء الله جل وعلا، فهو يستعين
بأسماء الله؛ لأن الاسم إذا أضيف عمَّ.
«بسم الله»: أي بكل اسم لله
سبحانه وتعالى، وأسماء الله جل وعلا كثيرة، كلها حسنى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180].
«والله»: علم على الذات
الإلهية، لا يسمي به غيره سبحانه وتعالى، فلا أحد يسمى الله، حتى الجبابرة
والطواغيت ما تسموا بهذا الاسم، ما أحد تسمى بهذا الاسم أو قال: أنا الله. ولهذا
فرعون لم يقل: أنا الله، وإنما قال: أنا ربكم الأعلى.
ولفظ الجلالة «الله»:
اختلف فيه العلماء: هل هو جامد أو مشتق؟ والظاهر أنه مشتق من الألوهية، وهي المحبة
والعبادة، والتأله والوله: بمعني المحبة، فهو المألوه -سبحانه-: المحبوب المتعبد
له سبحانه وتعالى.
«والرحمن الرحيم»: اسمان من أسمائه يدلان على صفة الرحمة، وهي رحمة تليق بجلاله -سبحانه-، ليست كرحمة المخلوق؛ فهي كسائر صفاته.