وكانت
قراءته مدًا، يقف عند كل آية ويمد بها صوته ([1])،
فإذا فرغ من قراءة الفاتحة قال: «آمين» فإن كان يجهر بالقراءة رفع بها صوته، وقالها
من خلفه ([2]).
****
وقيل في الفرق بين
الرحمن والرحيم: أن الرحمن رحمة عامة، وأما الرحيم، فهو رحمة خاصة بالمؤمنين؛ كما
قال سبحانه: ﴿وَكَانَ
بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا﴾ [الأحزاب: 43].
كانت قراءته للآيات
مدًا، بمعنى: أنه لا يسرع فيها، لا يسرع في الآيات، فيمد صلى الله عليه وسلم
الآية، ولا يسرع بها، وكان يقف على رأس كل آية، هذا هديه صلى الله عليه وسلم في
قراءة القرآن، كانت قراءة مفسرة، لا يقرن الآيات بعضها مع بعض، وإنما يقف على رأس
كل آية. وكان في صلاة الليل إذا مر بآية رحمة، وقف، وسأل، وإذا مر بآية عذاب -يعني:
ذكر العذاب- وقف، وتعوذ، وإذا مر بتسبيح سبح، هذا في النافلة ([3])، ولم يذكر هذا عنه
في الفريضة.
فإذا فرغ من قراءة الفاتحة، وهي ركن من أركان الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» ([4])، قراءتها ركن، أما قراءة ما زاد عليها بعدها، فهو مستحب، كان إذا فرغ من الفاتحة، قال: «آمين»، يجهر بها في الجهرية، ويسرها في الصلاة السرية،
([1])أخرجه: البخاري رقم (5046).