وذكر
مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
إِذَا قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» قَامَ، حَتَّى نَقُولَ: قَدْ
أَوْهَمَ، ثُمَّ يَسْجُدُ وَيَقْعُدُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ
أَوْهَمَ» ([1]).
فهذا
هديه صلى الله عليه وسلم المعلوم، وتقصير هذين الركنين مما تصرف فيه أمراء بني
أمية، حتى ظن أنه من السنة.
****
هذا نوع آخر من أنواع الذكر، الذي يقال بعد
اعتداله من الركوع: «لِرَبِّيَ الْحَمْدُ لِرَبِّيَ الْحَمْدُ»، فكان يقول هذا
أحيانًا.
يعني: يطيل القيام،
فيظنون أنه قد أوهم؛ يعني: نسي أنه بعد الركوع.
كذلك يطيل الجلوس
بين السجدتين، حتى يقال: إنه قد أوهم؛ يعني: نسي.
هذا لجهلهم بالسنة،
جهل أمراء بني أمية بالسنة، حتى إن العوام ظنوا أن هذا هو سنة الرسول صلى الله
عليه وسلم، مع أنه تصرف منهم، فالذي يخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم يُرَد
عليه، وينبه أنه مخطئ، ولو كان من الأمراء أو من الكبار، يبين هذا له من غير تعنيف
ومن غير قسوة، وإنما يبين له باللطف والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن.
****
([1])أخرجه: مسلم رقم (473).
الصفحة 20 / 664