×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وندب صلى الله عليه وسلم أمته إلى أن يقولوا في دبر كل صلاة مكتوبة: «سُبْحَانَ اللَّهِ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَذَلِكَ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ كَذَلِكَ، وَتَمَام الْمِائَةِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ([1]).

****

كذلك من الأذكار التي تقال أدبار الصلوات هذا الذكر الذي علمه صلى الله عليه وسلم لفقراء الصحابة، لما جاءوا إليه يشتكون؟ قالوا: يَا رَسُولَ الله، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ -أي: الأغنياء- بِالأُْجُورِ، فَقَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ، وَلاَ نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلاَ نُعْتِقُ، فَقَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفَلاَ أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ؟ وَلاَ يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلاَّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ؟» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولُ اللهِ، قَالَ: «تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ مَرَّةً» فَرَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الأَْمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ، فَقَالَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ» ([2])، فهذا يدلُّ على استحباب هذا الذكر بعد كل صلاة، وهو: ثلاث وثلاثون تسبيحة، ثلاث وثلاثون تحميدة، وثلاث وثلاثون تكبيرة، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر؛ يعني: المجموع تسع وتسعون، ثم يقول تمام المئة: لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (597).

([2])أخرجه: مسلم رقم (595).