وذكر
أبو داود والنسائي من حديث أبي بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ
في الوتر بـ ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾
[الأعلى: 1]، و﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾،
[الكافرون: 1]، و﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾
[الإخلاص: 1] ([1])،
فإذا سلم قال: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ»، ثلاث مرات، يمد بها صوته في
الثالثة ويرفع ([2])،
وكان صلى الله عليه وسلم يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها،
****
إذا أوتر بثلاث، فإنه يفصل بينهما بالسلام، وهذا
هو الأحسن، ويقرأ في الشفع، فيقرأ في الأولى بـ ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾ [الاعلى: 1]،
والثانية بـ ﴿قُلۡ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾، [الكافرون: 1]، والثالثة بـ ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1].
هذا الذكر الذي يقال
بعد الوتر؛ أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ
الْقُدُّوسِ»، ثلاث مراتٍ، ويمد الثالثة، ويرفع بها صوته.
كانت صفة قراءته صلى الله عليه وسلم الترتيل، والترتيل معناه: الترسل في القراءة، بحيث لا يقرن بين آيتين، يقف على رأس كل آية، وإن كانت متعلقة بما بعدها، كان يقف على كل آية صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الله أمره بذلك، فقال: ﴿وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا﴾ [المزمل: 4].
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1423)، والنسائي رقم (1700)، وابن ماجه رقم (1171).