×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

 المحافظة على صلاة الليل، وفيه -أيضًا- المحافظة على السير، وعدم الانقطاع عن السير في السفر، فهذا يجمع بين المصلحتين، وكان يومئ في الركوع والسجود، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه، يومئ برأسه صلى الله عليه وسلم بالركوع، ثم يومئ برأسه للسجود، ويجعل إيماءه للسجود أخفض من إيمائه للركوع، هذا هديه صلى الله عليه وسلم. قيل: وهو المراد بقوله: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ [البقرة: 115]، قيل: المراد بالآية صلاة الليل حالة السير في السفر، ولا شَكَّ أن الآية تشمل هذه المسألة.

لكن أورد ابن القيم بعد هذا من كان راكبًا في مَحملٍ، أو في محارة، أو عماريةٍ؛ يعني: صندوق، والمحمل الذي يوضع على البعير، والعمارية كذلك هي مثل المحمل، فيكون جالسًا في هذا الصندوق، قال: هذا يتمكن من السجود على أرضية المحمل، فهل يلزمه أو يشرع له أن يسجد؛ لأنه متمكن، أو يومئ كما سبق؟ ومثله الآن المراكب مثل: السيارات، والقطارات، والطائرات، الإنسان كأنه جالس في غرفة، فيصلي حسب ما أمكنه، ويتجه إلى القبلة؛ لأنه يتمكن من هذا.

****


الشرح