وكان
يصلي التطوع بالليل والنهار على راحلته في السفر قبل أي جهة توجهت به ([1])،
فيركع ويسجد عليها إيماء، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه ([2]).
****
تقدم بيان صلاته صلى
الله عليه وسلم في الليل، وصفة قيامه بالليل، وعدد الركعات التي يصليها، وهذا في
الحضر، ما تقدم هو في حال الحضر، والآن بيان هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة
الليل، أو صلاة النهار في السفر.
كان يحافظ على صلاة
الليل في السفر، ولا يدعه، لكن إذا كان يسير في الطريق، فإنه يصليها على راحلته
أينما توجهت به، يعني: أين كانت وجهة سفره صلى الله عليه وسلم، وذلك لأجل المحافظة
على ورده بالليل، فدل هذا على أن المسلم يحافظ على ورده بالليل، فيصليه ولو كان في
سفر، ولا يدعه.
وفيه التيسير
والسماحة في هذا الدين، وهو أنه لا يترك صلاة الليل، ولا ينقطع عن السير في السفر،
بل يجمع بين مصلحتين، يجمع بين صلاة الليل وبين السير في السفر، فيصليها أينما
توجهت به راحلته، ولا يتقيد بالاتجاه الى القبلة، هذا في النافلة خاصة، توسعة على
العباد في أنهم لا يتركون صلاة الليل، ولا يعطلون السير في السفر.
كان الغالب أنهم يسيرون بالليل؛ لأن الليل أعون على السير وأنشط، وأما النهار، فكانوا يستريحون في وسط النهار، فهذا فيه
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1225).