×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

 وقال رضي الله عنه: «إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ فَأَصْغِ لَهَا سَمْعَكَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ تُؤْمَرُ بِهِ، أَوْ شَرٌّ تُصْرَفُ عَنْهُ» ([1]). وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: «دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ وَأَنَا أَقْرَأُ سُورَةَ هُودٍ، فَقَالَتْ: يَا عَبْد الرَّحْمَنِ، هَكَذَا تَقْرَأُ سُورَةَ هُودٍ، وَاللهِ إِنِّي فِيهَا مُنْذُ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، وَمَا فَرَغْتُ مِنْ قِرَاءَتِهَا» ([2]). وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر بالقراءة في صلاة الليل تارة، ويجهر بها تارة، ويطيل القيام تارة، ويخففه تارة،

****

شرعت في سورة تسرع، تسرع لأجل إكمال السورة، لا؛ لأنك ستخرج منها لم تفهم شيئًا، ولم تحصل شيئًا؛ مثل: البهيمة التي تدخل في الروضة المعشبة، وتخرج وما أكلت منها شيئًا.

هذا من التدبر أن تصغي لنداء الله، هذا نداء الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ، إذا قال الله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ، فاستمع لما يقول لك -سبحانه-، فإنه إما أن يأمرك بخير، وإما أن ينهاك عن شر.

كان صلى الله عليه وسلم لا يستمر على حالة واحدة، وإنما كان ينوع الأحوال، فكان يسر تارة، ويجهر تارة، والجهر في الليل أفضل من الإسرار؛ لأن الليل تنقطع فيه الشواغل، ويحضر القلب، والتدبر أجود. وكان صلى الله عليه وسلم يطيل ويخفف حسب الأحوال والنشاط.


الشرح

([1])أخرجه: البيهقي في الشعب رقم (1886).

([2])أخرجه: البيهقي في الشعب رقم (1887).