وقال
إبراهيم: قَرَأَ عَلْقَمَةُ عَلَى ابن مسعود رضي الله عنه، فَقَالَ: «رَتِّلْ
-فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي- ؛ فَإِنَّهُ زَيْنُ الْقُرْآنِ» ([1]).
وقال ابن مسعود: «لاَ تَهُذُّوا الْقُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلاَ تَنْثِرُوهُ
نَثْرَ الدَّقَلِ، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ،
ولاَ يَكُن هَمّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ» ([2]).
****
وإبراهيم هو النخعي
من تلاميذ ابن مسعود، وعلقمة النخعي، والأسود النخعي، كل هؤلاء نخعيون من اليمن، وعلقمة
كان من تلاميذ ابن مسعود، وكان حسن الصوت في تلاوة القرآن، يستمع إليه شيخه رضي
الله عنه. أما قوله: «الترتيل زين القرآن»، ولذلك نهي عن نقر القرآن نقر الدقل،
وعن هذّه هذّ الشعر، فالقارئ يتوسط؛ لا يهذّ، ولا ينثر القرآن كلمة كلمة، والدقل
هو: رديء التمر، الذي لا يتماسك.
هذا هو المقصود بالقرآن أن يوقف عند عجائبه بالتدبر، وتحرك به قلوب القارئ والسامع، أما القراءة على اللسان فقط، فهذه لا تفيد شيئًا، وكثير من الناس على هذا الشيء، ولا حول ولا قوة إلا بالله-. ولا يكن هم أحدكم آخر السورة؛ لأن بعض الناس همه أن يختم القرآن فقط، ويقول: أنا ختمت القرآن كذا مرة. نعم، جىد أنك تختم القرآن، وتُكثِر من ختم القرآن، لكن لا ىكن همك الختم فقط، لا، أو إذا
([1])أخرجه: ابن أبي شيبة رقم (8724)، والبيهقي رقم (2431).