وكان
يقطع ورده تارة، ويصله تارة، وهو الأكثر، فتقطيعه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما:
إنه بعدما صلى ركعتين انصرف، فنام، فعل ذلك ثلاث مرات في ست ركعات، كل ذلك يستاك
ويتوضأ، ثم أوتر بثلاث، وكان وتره صلى الله عليه وسلم أنواعًا، منها هذا.
ومنها:
أنه يصلي ثماني ركعات، يسلم من كل ركعتين، ثم يوتر بخمس سردًا متواليات، لا يجلس
إلا في آخرهن ([1]).
****
كان صلى الله عليه
وسلم إما أنه يواصل صلاة الليل، حتى ينتهي منها، وإما أنه يفصل بينها؛ يصلي
ركعتين، ثم يرتاح، ينام، ثم يقوم، ويتوضأ، ويصلي ركعتين، ثم يرتاح، وهكذا...؛ لأنه
كان يطيل القيام والركوع والسجود، فكان يرتاح صلى الله عليه وسلم.
والأكثر أنه يواصل
صلاة الليل، حتى ينتهي منها، وفي بعض الأحيان كان يفصل بين كل تسليمتين، يرتاح
فيها.
ابن عباس رضي الله
عنهما كان طفلاً صغيرًا، وكان يزور خالته ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم،
ويبيت عندها، وكان مع صغره يراقب الرسول صلى الله عليه وسلم، ماذا يفعل في بيته؟
فعل ذلك في ست ركعات: كل تسليمة يرتاح، كلما يقوم براحته، يستاك، ثم يتوضأ، ثم
يصلي ركعتين.
أنه يصلي ركعتين ركعتين، ويوتر بواحدة، والحالة الثانية يجمع بين التسليمات وبين الجمع، فكان يصلي ثماني ركعات مثنى مثنى، ثم يوتر بخمس متصلة، لا يسلم إلا في آخرها، فإذا جمعت خمسًا مع ثمانٍ، كم يصير المجموع؟ ثلاث عشرةٍ.
([1])أخرجه: مسلم رقم (737).