وربما
قرأ العشر آيات من آخر سورة آل عمران، من قوله ﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [آل
عمران: 190]، ثم يتوضأ ثم يصلي ركعتين خفيفتين ([1])،
وأمر بذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ([2])،
وكان يقوم إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل.
****
هذه استفتاح، يصلي
ركعتين خفيفتين، يستفتح بهما تهجده صلى الله عليه وسلم، وأمر الأمة أن من أراد
القيام بالليل، ما يدخل في التهجد مباشرة، بل يصلي ركعتين خفيفتين، يستفتح بهما
تهجده.
كان هديه صلى الله
عليه وسلم أنه ينام أول الليل من حين يصلي العشاء، إلا أن يتحدث مع أهله قليلاً،
أو عنده ضيف، أو أحد يسأله، فكان يتحدث مع أهله قليلاً، وكان أيضًا يتحدث مع من
زاره قليلاً، لا يطيل، ثم ينام.
وكان يقوم إذا انتصف
الليل، هذا أفضل شيء؛ لأنه يجمع بين جوف الليل وبين ثلث الليل الآخر، أفضل الصلاة
في جوف الليل -قيام داود عليه السلام ([3])-، فيجمع صلى الله
عليه وسلم بين جوف الليل، وهو السدس الأول من النصف الأخير مع الثلث، فيجمع بين
جوف الليل وثلث الليل الآخر، الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ
رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ
يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ...» ([4])، فيجمع بين جوف
الليل وبين ثلث الليل، لأن السدس مع الثلث نصف.
([1])أخرجه: البخاري رقم (183)، ومسلم رقم (763).