ولا
عيب على مسلم في إخراج حديثه؛ لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه،
ما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه، فمن الناس من صحح جميع أحاديث هؤلاء
الثقات، ومنهم من ضعف جميع أحاديث السيء الحفظ، فالأولى: طريقة الحاكم وأمثاله،
والثانية: طريقة ابن حزم وأشكاله، وطريقة مسلم رحمه الله، وطريقة أئمة هذا الشأن.
****
ولا عيب على مسلم في ذلك؛ لأن مطر له أحادىث
ثابتة وأحاديث ضعيفة، ومسلم روى عنه الصحيحة، والحديث لا يرفض كل ما رواه، إنما
يرفض الضعيف منه، أما الحديث الصحيح، فيؤخذ من الضعيف وغيره.
والثقة قد يغلط في
بعض الأحاديث، فيطرح ما رواه من غلط، ولو كان ثقة، فلا يقبل كل ما رواه الثقة، ولا
يطرح كل ما رواه الضعيف، وإنما يؤخذ ما ثبت، ولم يحصل فيه خطأ.
الذي يصحح كل ما
رواه الثقة، وإن كان يخطئ بعض الأحيان، والذين يردون كل رواىات الضعيف ابن حزم
وأشكاله.
وهي الاعتدال، الأخذ
بالأحاديث الثابتة.
****
الصفحة 8 / 664