فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء
وثبت
عنه صلى الله عليه وسلم أنه استسقى على وجوه:
****
هذا الفصل في صلاة الاستسقاء، والاستسقاء: طلب
السقيا من الله سبحانه وتعالى بإنزال المطر، الذي يسقي به العباد والبلاد، فإن
الناس دائما بحاجة إلى الغيث، الذي فيه مصالحهم؛ حياتهم وحياة دوابهم، وحياة
زروعهم وأشجارهم ومراعيهم، فلا غنى لهم عن الغيث.
الله سبحانه وتعالى
قد ذكر في كتابه الكريم في آيات كثيرة أنه ينزل الغيث، ويرحم به عباده، فهذا من
آياته سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلۡمَآءَ ٱلَّذِي تَشۡرَبُونَ ٦٨ ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ ٦٩ لَوۡ
نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ﴾ [الواقعة: 68- 70]،
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ
ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ
ٱلۡحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28]، ولا يعلم وقت نزوله إلا هو. ﴿وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٖ فَأَسۡكَنَّٰهُ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابِۢ بِهِۦ
لَقَٰدِرُونَ﴾ [المؤمنون: 18]، ﴿وَعَلَيۡهَا وَعَلَى ٱلۡفُلۡكِ تُحۡمَلُونَ﴾ [المؤمنون: 22]،
فهو الذي ينشئ السحاب، ويلقحه بالرياح، ويحمله الماء، ثم يسوقه إلى حيث يشاء
سبحانه وتعالى، ويمنعه عمن يشاء.
فهو من أعظم آيات
الله سبحانه وتعالى الدالة على قدرته وعلى رحمته -سبحانه- بعباده.
الناس بحاجة دائما وأبدًا إلى الغيث والمطر، فإذا انحبس، فهو إنما ينحبس بسبب ذنوبهم، وفي الحديث: «وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ،
الصفحة 1 / 664