إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ،
وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا» ([1])، ولكن المسلمين لا
يقنطون من رحمة الله، وإن أذنبوا وإن أساءوا، فهم لا يقنطون من رحمة الله، بل
يتوبون إليه، ويستغفرونه؛ لأجل أن ينزل الله عليهم المطر، ﴿فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ١١ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ
وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا﴾ [نوح: 10- 12]. ﴿وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ
يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ﴾ [هود: 52].
والاستسقاء سنة نبوية، قد فعله موسى عليه السلام، قال تعالى: ﴿۞وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنٗاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٖ مَّشۡرَبَهُمۡۖ﴾ [البقرة: 60]، سليمان عليه السلام استسقى. رُوِيَ أَنَّهُ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، فَمَرَّ عَلَى نَمْلَةٍ مُسْتَلْقِيَةٍ عَلَى قَفَاهَا، رَافِعَةٍ قَوَائِمَهَا إِلَى السَّمَاءِ، وَهِيَ تَقُولُ: اللَّهُمَّ، إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ، لَيْسَ لَنَا غِنًى عَنْ رِزْقِكَ، فَإِمَّا أَنْ تَسْقِيَنَا وَإِمَّا أَنْ تُهْلِكَنَا، فَقَالَ سُلَيْمَانُ لِلنَّاسِ: «ارْجِعُوا؛ فَقَدْ سُقِيتُمْ بِدَعْوَةِ غَيْرِكُمْ» ([2])، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم استسقى لأمته عدة مرات، عندما ينحبس المطر وتجدب الأرض، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يستسقي، ويستسقون معه، فيستجيب الله دعاءهم، ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ ٱلۡحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28]، فصلاة الاستسقاء سنة نبوية، سنة مؤكدة عند الحاجة إليها.
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (4019)، والطبراني في الكبير رقم (13619)، والحاكم رقم (8623).