أحدها:
يوم الجمعة على المنبر في أثناء الخطبة ([1]).
****
وثبت عنه صلى الله
عليه وسلم في أحاديث كثيرة أنه استسقى أنواعًا من الاستسقاء: استسقى بالصلاة
والدعاء، واستسقى بالدعاء بدون صلاة.
استسقى صلى الله
عليه وسلم عدة مرات، استسقى في الحضر، واستسقى في السفر، فكان كل مرة يجاب،
ويستجاب له.
أحد هذه الوجوه: أنه استسقى على
المنبر يوم الجمعة؛ في خطبة الجمعة، بينما هو صلى الله عليه وسلم يخطب، إذ دخل
أعرابي؛ وشكا ما يحصل من انحباس المطر: انقطعت السبل، وانحبس المطر، اشتد الأمر،
ادع الله أن يغيثنا، فرفع صلى الله عليه وسلم يديه الكريمتين، فدعا الله عز وجل أن
يسقيهم بدعوات مباركة.
استجاب الله دعاءه، ونشأت سحابة في الحال، اتسعت، ورعدت وأبرقت، ثم أمطرت، وهم في المسجد، خرجوا والمطر ينزل إلى بيوتهم، استمر المطر أسبوعًا كاملاً، إلى الجمعة الثانية، والمطر ينزل، دخل رجل من نفس الباب الذي دخل منه الأول، قال: يا رسول الله، ادع الله أن يمسكها عنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه، وقال: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا، اللهُمَّ عَلَى الآْكَامِ، وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَْوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» ([2])، فأقلعت السماء، وخرجوا يمشون في الشمس. هذا نوع من أنواع استسقائه صلى الله عليه وسلم، فيستحب للإمام خطيب الجمعة إذا حصل مثل هذه الحالة أن يدعو الله لهم في خطبة الجمعة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1013)، ومسلم رقم (897).