ثم
نزل فصلى بهم ركعتين من غير نداء، قرأ في الأولى بعد الفاتحة بـ ﴿سَبِّحِ﴾ [الأعلى: 1]، وفي الثانية بالغاشية ([1]).
****
ومثله تحويل البشت، أو الجبة، أو ما أشبه ذلك
مما يشبه الرداء، فيحوله، هذا سنة.
والحكمة -والله
أعلم- من أجل أن يتحول الحال من الشدة إلى الرخاء، ومن الجدب إلى الخصب، يتحول
ويتغير الحال، فهذا سنة نبوية، تحويل الرداء في خطبة الاستسقاء سنة نبوية، ثم دعا
مستقبلاً القبلة، لما حول رداءه، دعا سرًّا بينه وبين ربه مستقبلاً القبلة.
فيحول الناس
أرديتهم، ثم يرفعون أيديهم أفرادًا يدعون الله سبحانه وتعالى، دعاء آخر غير الدعاء
الذي في الخطبة، متوجهين إلى القبلة -الإمام والمأمومون- بعد تحويل أرديتهم، هذا
سنة، وكان الرداء قطعة من الصوف، أو من غيره من أنواع المنسوجات، لأنهم كانوا في
العادة يلبسون رداء وإزارًا، يلبسون الإزار، وفوقه الرداء على الكتفين.
«والناس كذلك»: قاموا، وحولوا
أرديتهم، واستقبلوا القبلة يدعون الله سبحانه وتعالى، ثم ينصرفون.
مثلما يقرأ في صلاة الجمعة وفي صلاة العيدين، في الأولى ﴿سَبِّحِ﴾ [الأعلى: 1]، والثانية بالغاشية، هذا هو الغالب.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1173)، والحاكم رقم (1225)، والبيهقي رقم (6409).