فحمد
الله وأثنى عليه وكبره، وكان مما حفظ من خطبته ودعائه: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ، يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ، أَنْتَ الله لاَ إِلَهَ إِلاَّ
أَنْتَ، تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ، اللَّهُمَّ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْغَنِيُّ
وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزلْتَه
علينا قُوَّةً لَنَا وَبَلاَغًا إِلَى حِينٍ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، وأخذ في
التضرع والابتهال والدعاء، وبالغ فِي الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبْطَيْهِ،
ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، واستقبل القبلة، وَحَوَّلَ إذ ذاك
رِدَاءَهُ وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْقِبْلَةَ فَجَعَلَ الأَْيْمَنَ عَلَى
الأَْيْسَرِ، وَعَكْسُه، وَكَانَ الرِّدَاء خَمِيصَةٌ سَوْدَاءَ، فَأَخَذَ فِي
الدُّعَاءِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، والناس كذلك،
****
هذه الدعوات المباركات، ما كان النبي صلى الله
عليه وسلم يطيل الخطب، بل كان يأتي بخطب مختصرة جزلة، يدعو فيها بالسقيا، ثم ينزل
صلى الله عليه وسلم.
هذا فيه استحباب رفع
اليدين في دعاء الاستسقاء، قد سبق أنه رفع يديه في خطبة الجمعة للاستسقاء، أما
الدعاء للجمعة العادي، فلا يرفع يديه، هذا بدعة، إنما رفع اليدين في صلاة
الاستسقاء، سواء كان في خطبة الجمعة أو في صلاة الاستسقاء، ويبالغ في رفع يديه
أكثر من العادة، يبالغ حتى يُرَى بياض إبطيه صلى الله عليه وسلم من شدة الرفع.
ثم في أثناء الخطبة أو في آخرها حول ظهره إلى الناس، واستقبل القبلة، ثم حول رداءه الذي عليه، وقلبه، فجعل أيمنه أيسره، وأيسره أيمنه، وجعل ظهره بطنه، وبطنه ظهره، هذا تحويل الرداء،